كتب - شريف سمير:
ما بين المخاوف من فوضي السرقة والنهب، ومخاطر تدمير الأماكن الأثرية الكبري، بثت فيديوهات تدفق آليات للتنقيب عن الذهب فى جزيرة صاي السودانية الرعب في قلوب الملايين من الأهالي فى بلد يعانى من الحروب الأهلية والصراعات السياسية وعلي شفا الانهيار!.
** معابد ومقابر وهياكل!
وحذر خبراء ومهتمون بالآثار من تهديد كبير للأماكن الأثرية في السودان، بسبب ما وصفوه ب "فوضى الذهب"،
وأعربوا عن مخاوفهم من أن يؤدي انتشار آليات التنقيب عن الذهب في جزيرة صاي الأثرية، كما أظهرت الصور والفيديوهات المنتشرة بين السودانيين على مواقع التواصل، إلى تدمير المواقع الأثرية بالجزيرة ذات القيمة التاريخية الكبرى، إذ تحتوي تلك الجزيرة على معابد ومقابر وهياكل تعود إلى فترات مُختلفة، مثل العصر الفرعوني والنوبي والمسيحي والإسلامي.
** لصوص الذهب!
وفي المقابل، أصدرت الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية بيانًا شديد اللهجة قالت فيه: "هكذا يتسابق الانتهازيون وعديمو الضمير، مستغلين الظروف الحرجة لسرقة أقدم المواقع الأثرية في العالم تحت ذرائع التنقيب عن الذهب"، محذرة من فقدان السودان واحدة من أغنى المناطق الأثرية بسبب العبث الذي يطال مواقع تاريخية مهمة في جزيرة صاي.
وناشدت الشبكة المختصين وخبراء الآثار، والمنظمات المدافعة عنها، بإدانة هذه الجريمة الإنسانية الخطيرة والعمل على منعها ومنع تكرارها.
** جزيرة الكنوز!
وبدوره، أكد أحمد الأمين السوكري، مفتش أول آثار بالهيئة العامة للآثار والمتاحف، أن جزيرة صاي تعتبر جزيرة الكنوز الأثرية، إذ تحتوي على كم هائل من الآثار وما تزال حبلى بالمواقع الأثرية التي لم يتم التنقيب داخلها حتى الآن، وأضاف:"الجزيرة مرشحة للدخول في سجل التراث الإنساني العالمي، لما لديها من خصائص استثنائية نادرة". وأكد أن "صاي" تعرضت لتعديات كثيرة، خاصة في مواقع الجبانات التي ترجع لفترة المملكة المصرية الحديثة، بالإضافة إلى حضارات كرمة ومروي ونبتة.
** حماية التراث الإنساني
وأشار السوكري إلى أن الجزيرة تم استهدافها من لصوص الآثار وصائدي الكنوز الأثرية، وختم حديثه قائلاً: "في ظل هذه التحديات، يمكن العمل على زيادة الوعي بأهمية التراث الإنساني والمواقع الأثرية، وتعزيز التعاون بين السودان والمؤسسات الإقليمية والدولية لحماية المواقع الأثرية".
** الجزيرة التاريخية!
وتصنف جزيرة "صاي" على أنها ثاني أكبر جزيرة في السودان، وهي إحدى الجزر التاريخية الواقعة في نهر النيل، وتحديدًا في منطقة النوبة شمال السودان، على بُعد 720 كلم تقريبًا في الاتجاه الشمالي للعاصمة الخرطوم.
وتعتبر الجزيرة جزءًا مهمًا من التراث الثقافي السوداني، ويمتد تاريخها لقرون طويلة. وكانت ذات أهمية استراتيجية وثقافية على مر العصور، ومرت عليها فترات تاريخية متعددة، بما في ذلك الفترات المصرية القديمة والمروية والنوبية المسيحية، والإسلامية.